السمسم فياغرا العصور الغابرة
من لم يسمع عبارة "افتح يا سمسم" التي جاءت في كتاب "ألف ليلة وليلة"، فأصبحت من الأساطير التي يتناقلها كلمة السر التي لجأ إليها اللصوص لفتح باب المغارة التي تحتوي على مسروقاتهم فان السمسم بحد ذاته يعتبر غذاء يملك أسراراً دوائية وشفائية تخفى على الكثيرين.
عرف السمسم منذ أقدم العصور وكان الناس يستعملون نباته وازهاره للزينة وبذوره لصنع الزيت الذي ينفرد عن بقية الزيوت الأخرى وكونه لا يتجمد حتى درجة تحت الصفر. وفي كتاب المعتمد للأوية المفردة قيل عن حبوب السمسم أنها تزيد من الباءة (الانتصاب) والمني، وتدر الحيض، وتفيد في ضيق التنفس والربو.
تحتوي بذور السمسم على زيت دسم يشكل نسبة 50 الى 55 في المئة من محتواها، وهذا الزيت يعتبر من أفضل الزيوت النباتية ويقترب في مواصفاته من زيت الزيتون. ان زيت السمسم غني بالأحماض الدهنية وحيدة عدم الاشباع، وعديدة عدم الاشباع، وهذه الأحماض لها أهميتها في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية والسرطان وفي تقوية عمل المخ، وزيادة نعومة الجلد ونضارته وصيانة عمل الجهاز العصبي وفي تحسين وظيفة المفاصل. واضافة الى هذا وذاك، فهي (الاحماض الدهنية) مفيدة لشبكية العين وأساسية لقيام الجهاز المناعي بدوره في الدفاع عن الجسم ضد الأخطار الجرثومية والفيروسية، كما أنها مفيدة لدحر الشيخوخة عن الخلايا، وضرورية لسير الحمل على أفضل ما يرام.
وآخر مستجدات زيت السمسم ما جاء في المؤتمر الأخير حول الضغط الشرياني الذي عقد في أواخر نيسان الماضي، في سان انطونيو في ولاية تكساس الأميركية. اذ عرضت خلاله دراسة بينت ان استهلاك زيت السمسم يومياً يسمح بخفض الضغط الشرياني المرتفع لدى الأشخاص المصابين به.
شملت الدراسة 336 شخصاً عانوا ارتفاعاً في الضغط ويأخذون أدوية مخفضة له، إلا أن التعليمات التي أعطيت لهم من المشرف على الدراسة هي استعمال زيت السمسم فقط دون غيره. وفي نهاية الدراسة سجل البحاثة انخفاضاً في أرقام الضغط لدى المشاركين فيها، كما أن هؤلاء تمكنوا من اقلال كمية الجرعة الدوائية المستعملة للعلاج (أي علاج الضغط) وعند القاء نظرة على حال الشحوم في الدم لاحظ العلماء وجود تغييرات ايجابية عندهم. فما هو السر؟
ان القاء نظرة عابرة على تركيب زيت السمسم من الناحية الكيماوية تبين أنه يتألف من المواد الآتية:
- أحماض دهنية مشبعة 14,6 في المئة.
- أحماض دهنية وحيدة عدم الاشباع 38,3 في المئة.
- أحماض دهنية عديدة عدم الاشباع 42,5 في المئة.
- حامش اللينوليئيك 42,1 في المئة.
- حامض ألفا - لينوليئيك 0,4 في المئة.
ان سر زيت السمسم يكمن في غناه بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تلعب دوراً مفيداً للصحة، خصوصاً الصحة القلبية الوعائية، ناهيك عن ذلك فان الزيت يحتوي على حامضين أساسيين لا يستطيع الجسم صنعهما وهما: حامض اللينولييك وحامض الفا - لينوليئيك، لهذا فان تأمين هذين الحامضين عن طريق الطعام أمر ضروري لا مفر منه.
واضافة الى الزيت، توجد في بذور السمسم زمرة من المركبات النافعة على أكثر من صعيد، منها،
مجموعة من الفيتامينات ب (ب1، ب2، ب3) والفيتامين أ والفيتامين (E) وهذا الأخير مضاد قوي للأكسدة، اذ يحول دون أكسدة الجزئيات الدهنية كي لا تنشق عنها مخلفات ضارة لها اثرها المدمر على الخلايا وخصوصاً أغلفتها، وكذلك ان الفيتامين (E) يحمي الأوعية الدموية من شر الكوليسترول السيء الذي يخلق الأرضية الصالحة لتصلب الشرايين.
- مربعات فلافونيدية هي: سيسامين وسيسامول وسيسامولين التي تملك خواص مضادة للأكسدة، وان المركب الثالث (أي سيسامولين) ينتمي الى عائلة الاستروجينات النباتية الطبيعية المعروفة باسم ليجنان.
- المعادن، ومنها الحديد والنحاس والكلس والسيلينيوم والفوسفات.
- تحتوي البذور على نسبة لا بأس بها من البروتينات العالية الجودة، التي تمتاز بغناها بحامضين أمينيين هما: تريبتوفان وميزويونين المهمان جداً لصحة الخلايا خصوصاً خلايا الكبد والكلي.
أخيراً بقي علينا أن نعرف أن الطحينى تصنع من السمسم وان الحلاوة أيضاً عبارة عن خليط من الطحينة وعجينة السكر، وان السمسم الأحمر الذي نراه منثوراً على سطح الكعك والحلويات ما هو الا السمسم الأبيض الذي تم تحميصه في أفران تشبه أفران الخبز.
للرجال فقط
في الستين يصنع الرجل من هرمون التيستوستيرون نصف ما كان يصنعه في عز شبابه، وعن هذا الأمر يقول الدكتور الأميركي ليلي كيندبلاند أن الرجل يفقد بين 1 و2 في المئة من هرمون التيستوستيرون بعد سن الـ35 من العمر، طبعاً إن هذا الانخفاض في الهرمون شيء عادي، ولكن في نسبة معينة من الرجال (10 الى 15 في المئة) تنحدر سوية الهرمون عندهم بشكل يفوق الحد الطبيعي الأمر الذي يؤدي الى ظهور مشاكل جنسية وغير جنسية اعتباراً من سن الخمسين أو الستين من العمر.
يتم افراز الهرمون الذكري تيستوستيرون في خلايا لايديغ الواقعة في قلب الخصية ثم بعد ذلك يذهب الى الأنسجة ليتحول فيها الى مستقلبات (نواتج كيماوية)، وبناء على ذلك فهو يؤثر على العضلات والعظام والغدد والجهاز العصبي المركزي.
ان نقص هرمون التيستوستيرون في الجسم قد بؤدي الى المظاهر الآتية التي يمكن أن تكون علامات منذرة:
- الإرهاق الجسماني والعقلاني.
- اضطرابات الذاكرة.
- الأرق واضطرابات النوم.
- ضعف العضلات.
- الكآبة.
- هشاشة العظام.
- زيادة الوزن.
- اضطرابات في افراغ البول.
- نقص الرغبة الجنسية.
- ضعف انتصاب العضو الذكري.
ان التقدم في العمر ليس المسؤول الوحيد عن تقهقر هرمون التيستوستيرون بل هناك عوامل أخرى مسؤولة عن ذلك ومنها:
1- الريجيم الغذائي الفقير بالسعرات الحرارية والغني بالبروتينات.
2- زيادة استهلاك فول الصويا والبقوليات الجافة والأغذية الغنية بالألياف وزيت القطن.
3- استهلاك المخدرات والمشروبات الروحية.
4- الشدة النفسية والكآبة.
5- ضغوط العمل.
6- التعرض لبعض المبيدات.
7- النشاطات الرياضية العنيفة.
8- المرتفعات، حيث تبين أن الرجال الذين يقطنون الجبال يملكون مستويات أقل من هرمون الذكورة مقارنة بأولئك الذين يعيشون في السهول.
هل يمكن الحد من تدهور التيستوستيرون؟
ان النصائح الآتية مفيدة:
- احترام حصة الادهان المتناولة يموياً والتي يجب أن تشمل نسبة 30 في المئة من مجموعة الطاقة اليومية اضافة الى عدم الادهان الحيوانية المنشأ.
- استهلاك الزنك بمعدل 5 الى 15 ملغ في اليوم فهو يساعد في الحفاظ على سوية هرمونية مناسبة.
- ممارسة النشاط الرياضي المعتدل.
- ممارسة النشاط الجنسي لأنه يحرض على افراز هرمون التيستوستيرون.
- الابتعاد عن العدوانية والضغوط النفسية.
رب سائل قد يقول: ولكن ماذا عن المعالجة الهرمونية لتعويض النقص في الهرمون؟
الواقع أن هناك دراسات عدة على الرجال ما بين 55 و80 سنة أشارت الى أن اعطاء علاج داعم بهرمون التيستوستيرون للأشخاص الذين يعانون فعلاً، لا قولاً، من نقص الهرمون بإمكانهم الاستفادة منه، وأوضحت هذه الدراسات نتائج ايجابية على أكثر من صعيد إذ أدات الى:
- زيادة الكتلة العضلية.
- انقاص الآلام المفصلية والعضلية.
- زيادة عدد الكريات الحمر في الدم.
- تقوية العظام.
- تحسن الوظيفة الكلوية والبولية.
- زيادة النشاط البدني.
- تحسن الذاكرة.
- تحسن المزاج.
- تحسن الأداء الجنسي.
ان النتائج الايجابية للعلاج لن تظهر بين ليلة وضحاها بل لا بد من مرور بضعة أسابيع قبل ظهورها. إن هرمون التيستوستيرون متوافر الآن على شكل حبوب وحقن ولصقات ومعجون، واللافت أخيراً كثرة أعداد الرجال الذين يطالبون اطبائهم بأن يصفوا لهم اللصقات أو المعجون لتحسين الاداء الجنسي عندهم، ولكن على هؤلاء أن يعلموا أن الاستهتار في أخذ العلاج البديل لا يخطو من الاختلاطات الخطيرة، لعل أهمها العدوانية وزيادة كريات الدم الحمراء، واحتباس السوائل، وربما التسريع في حدوث سرطان البروستاته، ولكن هناك من يبعث على الطمأنينة من هذه الناحية (أي ناحية السرطان) ومنهم الدكتور مالكوم كارتووتر رئيس قسم أمراض الذكورة في مستشفيات لندن، إذ يقول أن إعطاء الرجل الهرمون المذكر تحت إشراف طبي هو تصرف سليم ولا خطر منه على غدة البروستات.
على أية حال، ان الخوض في بحر المعالجة الهرمونية يحتاج أولاً بأول الى اجراء التحريات المناسبة السريرية والمخبرية لمعرفة مدى امكان اعطاء العلاج أولاً، ومتى تم الشروع في العلاج يجب مراقبة البروستات عن كثب اضافة الى اجراء الفحوص الدموية المناسبة ومنها قياس شحوم الدم وعدد الكريات الحمر ومراقبة أنزيمات الكبد.